|
العولمة: بين
سرعة التحولات
والحفاظ على
الذات والخلفية
الثقافية للمجمع
الثقافي العربي الدكتور
عبد الرؤوف فضل
الله - ندوة مسقط
عمان.
Dr. Abed Alraouf fadlala president of the
union Arabic culture presented a subject in Maskat
about the one universal economy that is spreading all over the world
making the universe as one village erasing the culture traditions
and the special face of each country, causing wars and not equal policy
on the international ground plus the middle east. العولمة إسم يعني فرض
نهج بذاته ومصالح
وقيم ثقافية
بذاتها. وترسي
العولمة قواعدها
وتركز بنيانها
على التطورات
المتسارعة. وهي
منطلقة من أسس
معرفية ومن مسلمات
ومفردات فكرية
وأدبية جديدة
وللعولمة أنصارها
وخاصة أولئك
الذين هم في
مراكز القوة
وإستقطاب آليات
الهيمنة في العالم،
وعلى هذا تتضح
الإيديولوجية
الأساسية لها
وهي محاربة الذاكرة
الوطنية والتاريخ
والوعي الوطني
والقومي. وهذه
المرحلة متداخلة
أشد التداخل
ومزدحمة بالتحولات
الكبرى السريعة
التي ربما تفوق
سرعتها كل ما
حدث من تغيير
في التاريخ الـ
2000 سنة المنصرمة.
وتتناول تطوراتها
جميع الصعد علمية
معرفية كانت
أم إقتصادية
أم سياسية أم
إنسانية وليس
من قبيل المبالغة
إذا قلنا إن
العولمة أصبحت
الآن القضية
الكبرى التي
تملأ الدنيا
وتشغل الناس.
فعلى الصعيد
العلمي المعرفي: فإنها تستمد
قوتها وحيويتها
من الثورة العلمية
والمعلوماتية
والتكنولوجيا
المتطورة بإستمرار،
وقد إكتسحت
العالم بمجمله
بإنجازاتها
الكبرى في حقول
الهندسة الوراثية،
والاقتراب
من أصغر الجزئيات
المكونة والرحلات
البعيدة في
رحاب الكون
الواسع الرهيب،
والمستجدات
في حقل المعلومات
والإتصالات
التي تفتح للإنسان
المعاصر آفاقاً
معرفية لا متناهية. وعلى الصعيد
الإقتصادي: هي عولمة للسلع
ومحصلة لبروز
التكتلات التجارية
الكبرى في العالم،
والتغيرات الهائلة
المتسارعة في
سوق العمل وأساليب
الإنتاج. وعلى الصعيد
السياسي: هي نتيجة التحولات
الكبرى في النظام
السياسي العالمي
الذي شهد إنهيار
دولة عظمى وإستفراد
قوة عظمى واحدة
بالسياسة العالمية
دون منافس حقيقي
يعيد التوازن
للساحة السياسية
الدولية في الوقت
الذي يتعاظم
فيه العنف والحروب
الأهلية. وعلى الصعيد
الإنساني: فهي تتمحور
حول مجموعة من
القضايا الإنسانية
المشتركة كقضية
الإنفجار السكاني
والفقر والمجاعة
والمشكلات البيئية
العالمية التي
يعيشها عالمنا
اليوم، وقضية
حقوق الإنسان،
وتفاقم الهوة
بين الشمال الغني
الذي يزداد غنى
والجنوب الذي
يزداد فقراً.
لقد أسست هذه
التحولات جميعها
لزمن حضاري جديد
هو زمن العولمة
الذي تزامن مع
إقتراب التاريخ
من الفتية الثالثة.
غير أن هذه التحولات
مليئة بكل الإحتمالات
المقلقة خاصة
إذا كانت تعني:
-
تزايد
الهوة التي أشرنا
اليها، بين دول
غنية تزداد غنى،
ودول فقيرة تزداد
فقراً.
-
المزيد
من التطورات
في الهندسة الوراثية
وهندسة الجينات
التي تستفز القيم
والأخلاقيات
الإنسانية التي
تسمو بالكائن
البشري وتمنحه
الرشاد والمناعة.
-
المزيد
من هيمنة الثقافة
الواحدة وقيامها
بتمهيش الثقافات
الحية المعروفة
في العالم والتي
لعبت أدواراً
جليلة في بناء
الإنسان والأوطان.
-
ومهما
كانت حقيقة العولمة
وما ترمي اليه
فإنها تتطلب
عقلاً جديداً
لعالم جديد.
فلقد تغيرت المعايير
والمسلمات والثوابت
الراسخة التي
عاشتها البشرية
طيلة أحقاب من
الزمن، ثم إنتقلت
بسرعة الضوء
الى رحاب عالم
جديد حيث عالمية
الإنجازات والنجاحات
وكذلك الإخفاقات. إذن أين نحن
العرب اليوم
من هذا الوضع
العالمي الجديد؟ إننا والحالة
هذه لا يمكننا
أن نتحدى العولمة
بالإنكفاء في
عصر الإنفتاح
وإذا تقصينا
واقعنا اليوم
وأمعنا النظر
ملياً فيه وجدنا
أن الخلاف لا
يكمن مع العولمة
أو الحداثة وحدها
أو مع الغرب
أو الآخر أو
الخارج. الخلاف
الحقيقي هو في
ومع الداخل أي
فيما بيننا ومع
أنفسنا ومع مواقفنا
المختلفة القناعات
والمنطلقات
والمصالح. فيتوجب
علينا إزاء هذا
أن نحول خلافاتنا
من صراع الى
حوار، وأن نؤسس
لرؤية إستراتيجية
جلية ومتكاملة. نحن في مواجهة
وضع صعب وخطير:
بين نظام قديم
تجاوزته التطورات
الكبرى وبين
نظام جديد متسلط
كان حلماً وتحول
في فترة قصيرة
الى كابوس. فبدلاً
من إنقاذه البشرية
من أزمتها الإقتصادية
التي تعاني منها
قادها الى حالة
من التخبط والغرق
بدأت تتكشف ملامحها
في رأي الخبراء،
الإقتصاديين
منهم بصورة خاصة،
الذين يعتبرونها
مصيدة للإستيلاء
على مقدرات العالم
والسيطرة عليه
وتحويله الى
عالم تسوده الحرائق
وإنعكاساتها
الإجتماعية
في معظم أرجاء
قريتنا الكونية.
إننا بعد شهرين،
ندخل في قرن
جديد، قرن لن
يرحم القاعدين
عن المبادرة
سواء كان قعودهم
إستنامة لدفء
المألوف أو
إمتثالاً لأنواع
شتى من الإستبداد
السياسي والفكري.
فالمبادرة
المطلوبة تقتضي
تحرير الإنسان
العربي من الجمود
الذي يشل حركته
ويشل مسارعته
الى الفعل والى
تصويب الفعل،
وتحرير الإنسان
عقلاً ومعاشاً
ولإغناءه بالمزيد
من التنور والعلم
لنمو شخصيته
وصيانة هويته
كي يواكب مسيرة
عصره. إن القدرة
على مواجهة اعباء
المستقبل وتطلعاته
تحتاج الى تغيير
الأساليب القديمة
في مواجهة واقع
جديد يكتسح كل
من يقف في طريقه
ولم يواكب بجدارة
منجزات عصره.
ولنا في دول
جنوب شرق آسيا
والصين، وخاصة
اليابان التي
هي خير نموذج
ودليل، حيث إنتهى
المجتمع الإقطاعي
في تلك الجزر
النائية المعزولة،
وبنت مجتمعاً
صناعياً تجارياً
وزراعياً لا
مثيل له وتحولت
الى إحدى أغنى
دول العالم وأرقاها
حيث كان التركيز
على العلم والثقافة
والمعلومات
والإتصالات.
والتدريب فيها
عمليات لا تتوقف.
وهنا تظهر الضرورة
الحاسمة والكبرى
لوضع إستراتيجيات
نمو وتطور جديدة
في الوطن العربي
ترتكز على هذه
المفاهيم وبصورة
خاصة على مفهوم
التنمية الشاملة
بوجه عام. وهنا
تتعاظم الحاجة
الى تكوين رؤية
عربية مشتركة
بالنظر الى
أن قدرات كل
دولة عربية
قد لا تؤهلها
منفردة لموقع
فعال على المستوى
العالمي خاصة
وإن الوطن العربي
ككل مستهدف
لمطامع دولية
عديدة تستفرد
كل دولة عربية
على حدة نظراً
لأهمية موقع
الوطن العربي
الإستراتيجي
وموارده الطبيعية
وأسواقه المستهلكة.
ويزيد هذا الواقع
تعقيداً العلاقة
الخاصة والمميزة،
لأسباب متنوعة
ومتفرعة بين
الولايات المتحدة
الأميركية
والكيان الصهيوني
من حيث إستغلال
هذا الكيان
لواقع الصراع
المزمن بين
العرب والغرب. |